سودان سوا سوا – 23 ديسمبر 2025

عقب اندلاع حرب 15 أبريل، وتصاعد الأوضاع الأمنية في دارفور، ثم الأحداث التي شهدتها مدن الجزيرة ومدني، استقبل مجتمع مدينة سنار أعدادًا كبيرة من النازحين القادمين من ولايات ومناطق متعددة، شملت الجزيرة، نيالا، أجزاء واسعة من دارفور، الخرطوم، ومدني.

ووفقًا لشهادات ل ” سودان سوا سوا” ، تركز وجود النازحين في أحياء ومرافق عامة أبرزها منطقة سنار التقاطع، حيث لجأت الأسر إلى المدرسة، نادي التقاطع، ومنطقة الصينية، بعدد يُقدَّر بأكثر من 850 أسرة.
كما استقبلت مدينة سنار نفسها نازحين في عدد من المدارس، من بينها مدرسة سليمان الفارسي التي ضمت ما لا يقل عن 250 أسرة، ومدرسة سنار الثانوية التي آوت نحو 400 أسرة، إلى جانب مدرسة مديرية السلام والمدرسة النموذجية اللتين ضمتا أكثر من 30 أسرة.

وفي مدرسة سنار الشعبية الصناعية، تحولت المدرسة إلى مجمع كبير للنازحين تجاوز عددهم 600 أسرة، إضافة إلى وجود نازحين في مدرسة القلعة. كما أشارت مصادر إلى أن داخلية سنار كانت تضم أكثر من 1000 أسرة، شملت داخليتي البنين والبنات، فضلًا عن مدرسة القابلات التي استضافت نحو 500 أسرة، ومدرسة النور، ومدرسة أبو بكر الصديق.

وبحسب إفادات متطابقة ل ” سودان سوا سوا” طالب النازحون والمجتمع المحلي بإنشاء مخيم مخصص لهم في السوق الشعبي بالقرب من المدرسة الصناعية، حيث جُمعت بالفعل مشمعات ومستلزمات أولية للتخييم بدعم مجتمعي. إلا أن حكومة ولاية سنار رفضت إقامة أي مخيمات داخل الولاية، معتبرة أن وجودها قد يؤدي إلى “مشكلات وقضايا داخلية”.

ورغم وجود بعض المنظمات الإنسانية في الولاية آنذاك، إلا أن تدخلها ظل محدودًا، في ظل القيود المفروضة على عمل المنظمات ورفض الاعتراف الرسمي بوجود النازحين، بدعوى المخاوف الأمنية.

ومع استمرار الضغوط، اضطر عدد كبير من النازحين إلى مغادرة سنار مجددًا، حيث توجه بعضهم إلى القضارف وولايات أخرى مثل كسلا، بينما بقي آخرون لدى أقاربهم داخل الولاية دون استقرار حقيقي.

وتفاقمت الأوضاع لاحقًا مع استمرار النزوح من القرى المحيطة بسنار، خاصة من مناطق السكر، الجزيرة، وجبل موية. وبعد دخول الجيش السوداني إلى مدينة سنجة، استخدمت السلطات قوة الشرطة لإخلاء مراكز الإيواء، ما أدى إلى ترحيل معظم النازحين من سنار، ولم يتبقَّ سوى مجموعات محدودة، خاصة نازحي جبل موية وبعض المناطق الجبلية، وسط اتهامات وُجهت لبعضهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

وتكشف هذه الوقائع عن تحديات إنسانية معقدة واجهها النازحون في سنار، بين ضيق الموارد، وغياب الحلول المستدامة، وتداخل الاعتبارات الأمنية مع الاحتياجات الإنسانية، في ظل حرب ما زالت تلقي بظلالها الثقيلة على المدنيين في مختلف ولايات السودان.

Similar Posts